ماهي إلا أيـام و تأتي الذكرى الرابعة لمقتل العقيد الليبي معمر القذافي و إنتهاء حكمه الذي دام 42 سنة و بمقتله أنهار كل النظام الخاص به و أصبح أعوانه بين سجين و قتيل و مطلوب ، و مع مقتله بدأت حقبة جديدة من الحقب التي تتوارث على ليبيا حقبة ثورة 17 فبراير و تصدر الشاشات و الإذاعات و اللافتات في الشوارع رموز سياسيون و عسكريون و سجناء سياسيين سابقون و كان الأمل بناء ليبيا جديدة بهؤلاء الكوادر ليكونوا خلفاء للكوادر السابقة التي كان العقيد القذافي يُدير بهم البلاد .
يوم بعد يوم و شهر بعد شهر بدأت البلاد تتخد منحى خطير بفعل عشوائية ثوار فبراير الذين لم يصلوا لمرحلة النضج العسكري و السياسي فكان صراعهم يزادا ضراوة مع الوقت و أضحى الصراع يُنهك خزينة البلاد بشكل لا يطاق فكل الأطراف تتخد من خزينة الدولة مصدر لتمويلها فحتى الأطراف التي تصنف كجهات أرهابية أفرادها يقبضون مرتباتهم من خزينة الدولة بصفتهم ” ثوار ” ! ، و مع الوقت فر كل من تصدر الشاشة في العام 2012 و أضحى الثائر ذا ” شبشب الصبع و الشعر الكثيف ” هو من يتصدر كل شئ و يضع 3 أو 4 بيادق سياسية في الواجهة ليساوم بهم بقية المجتمع على التفرد بالسلطة ! .
جاء العام 2015 سريعا و لم يخفى على أحد أنه سيكون عام عصي و صعب جدا على الليبيين فقد وصلت الأمور الأنسانية لمنحى خطير فالغلاء في المنتوجات المحلية وصل الضعف عدا المتتوجات الخارجية و أضحى المواطن ينتظر من ثوار 17 فبراير الذين تصدروا الشاشات و المشهد العسكري و السياسي ان يجدوا حل و يصلوا لحكومة وفاق وطني و التي يحاول المجتمع الدولي إيصال الأطراف المتنازعة لها لكن دون جدوى .
المتأمل لحال الحوار الليبي و لابد أن يصل للحيرة فلا وجود لشخصيات سياسية ” فبرايرية ” تكون محط إجماع لكل الأطراف و كأن ثورة 17 فبراير قد قامت بطلبة المدارس فقط ! ، أضحى كل من يتصدر الشاشة في حيرة من أمره فالبلاد اتجهت للهاوية ماليا و عسكريا ولم يكن هناك حلول واضحة ، و لم يكن على ثوار 17 فبراير إلا الوصول لقناعة داخلية يصعب ان نسمعها في القنوات المرئية و هي ان البلاد حاليا لن تعبر بهدوء دون إشراك أركان النظام السابق في السلطة ! .
حكومة الوفاق الوطني شبه منتهية في تحديد الأسماء فكل التسريبات من أشخاص موثوقين تفيد بتعيين عبدالرحمن شلقم لرئاسة الحكومة و من هو شلقم ! ، هو احد اهم أعمدة النظام السابق و هو ركن اساسي في جماهيرية العقيد و هو أحد الصناديق السوداء للقذافي و هو الذي انشق عنه منتصف فبراير 2011 ، فهل عقمت فبراير حتى يتفقوا على شلقم رئيس للحكومة و رئيس على ليبيا بشكل او باخرى !
طالما أتفقت فبراير على شلقم و هو المشهور عنه عربدته و أخلاقه الغير سليمة لماذا لا تتفق فبراير على الكثير من أركان النظام السابق الذين بسجنهم و فرارهم أنهارت المؤسسات التي كانوا يديرونها ، لماذا لا يرجع عمران بوكراع لينقذ قطاع الكهرباء الضائع ، و لماذا لا يخرج السنوسي من سجنه ليُعلم كارة و أغنيوة اساسيات الأمن الداخلي و حفظ الأمن و الأمان للمواطن الليبي الذي يرتعد خوفا أثناء خروجه من بيته ليلا ! ، لماذا لا يرجع بوزيد دوردة لينظم البيت السياسي الليبي و هو المشهور عنه شخصيته القوية و التي لم تبرز بشكل كافي فترة حكم العقيد السابق ! .
إن كانت فبراير قد افلست من كوادرها و أتجهت لشلقم ليمسك زمام الامور فالأولى بهم ان يتجهوا للمذكورين اعلاه ليصلحوا الحال ما استطاعوا فما شلقم بأشرف من هؤلاء .
أيام قليلة تفصلنا على الإعلان الرسمي لحكومة الوفاق و لعلها تتزامن مع الذكرى الرابعة لمقتل العقيد 20 أكتوبر و ستكون من سخرية القدر ان يكون أحد أهم أركان العقيد المقتول هو رئيس حكومة ليبيا في يوم مقتل العقيد !